أخبار


كلمة معهد الفتح الإسلامي لفضيلة الشيخ الدكتور حسام الدين فرفور

 

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

صاحب الفضيلة سيادة وزير الأوقاف الأستاذ الدكتور محمد عبد الستار السيد حفظه الله تعالى سماحة المفتي العام للجمهورية الأستاذ الدكتور أحمد بدر الدين حسون سماحة شيخنا الجليل علامة الشام بل علامة الدنيا المحتفى به والذي نتكرم نحن بمعيته شيخنا وأستاذنا ومربينا ووالدنا بعد شيخنا الوالد العلامة الشيخ عبد الرزاق الحلبي شيخ الجامع الأموي ورئيس مجلس إدارة معهد الفتح الإسلامي حفظه الله تعالى سماحة شيخنا وأستاذنا الجليل ومربينا العلامة الحجة الشيخ محمد أديب الكلاس أصحاب السماحة والفضيلة أصحاب السعادة أيها الحفل الكريم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

لا أدري من أين أبدأ كنت أسمع من شيخنا الوالد عليه الرحمة والرضوان وعلى أشياخنا جميعاً أن هذا المسجد هو كعبة العلم والعلماء وهو ينقل عن جدي أي عن والده القارئ الشيخ عبد الله أنه أدرك في هذا المسجد قرابة أربعين عالما ً يُـقرئونَ مختلف علوم الشريعة الإسلامية و اللغة العربية و الثقافة الإسلامية و العربية في وقت واحد بين صلاتي المغرب و العشاء هنا في هذا المسجد وسمعت من شيخنا الوالد عليه الرحمة و الرضوان أنه أدرك عددا كبيرا من علماء آل الخطيب في هذا المسجد والآن وأنا أنظر إلى هذه الجموع وإلى أصحاب السماحة والفضيلة وإلى هذه النخبة من الأساتذة والأكادميين و العلماء ورجال الأعمال وطلاب العلم فأحمد الله على أن هذا البلد على أن الشام وعاصمتها دمشق عاد إليها عزها وعاد إليها مجدها فدمشق هي عاصمة العروبة والإسلام ودمشق عاصمة الحضارة ، شرف كبير لي أن أتشرف بأن أتكلم عن شيخنا مربينا أستاذنا علامتنا العلامة الشيخ عبد الرزاق الحلبي ولا سيما أني شرفت بأني نائبه تكرماً منه في مجلس إدارة جمعية الفتح الإسلامي فهو رئيسنا وأنا خادمه

ولقد شرفت بهذا في حياة شيخنا الوالد يوم أصاب المرض علامتنا وشيخنا وأستاذنا الكبير الشيخ رمزي البزم رحمه الله تعالى وهو والد فضيلة سماحة مفتي دمشق الدكتور الشيخ عبد الفتاح البزم لما ألم به المرض وتنحى عن نيابة رئاسة مجلس جمعية الفتح الإسلامي وكان اليد اليمنى لشيخنا الوالد مع شيخنا الشيخ عبد الرزاق الحلبي وشيخنا الشيخ أديب الكلاس شرفت بأن كنت خادماً

أيها السادة إن تكلمت أنا بين أساتيذنا هذا من كلام الأصاغر بين الأكابر فأنا أتكلم بين كبار القوم كبار العلماء و بينهم أخي وأستاذي الجليل وشيخي الكبير الدكتور الشيخ محمد عبد اللطيف فرفور حفظه الله وقواه وعافاه وأدام فضله وفضلكم جميعاً وأمام شيخنا علامة الشام شيخ القراء أستاذ الجميع الذي شرفنا به في معهد الفتح الإسلامي بأن رأس كلية القراءات القرآنية فأنا أشرف بأن أكون أحد تلاميذه

إن الكلام بين هؤلاء شرف عظيم فإن أخطأت فمن نفسي وأستقيل الله وأستغفره و إن أصبت فمن الله عز وجل وهو صاحب الفضل أولاً وآخراً

إن الكلام عن شيخنا في هذه العجالة لا يمكن أن يحيط بالموضوع ولكني كنت أسر لأخي الأستاذ الدكتور صلاح الدين كفتارو رئيس مجمع سماحة مفتينا وشيخنا الراحل المربي الكبير الشيخ أحمد كفتارو عليه رحمة الله وعلى جميع أشياخنا كنت أقول له ، سماحة شيخنا المحتفى به العلامة الشيخ عبد الرزاق الحلبي في هذا المسجد من نهاية 1938م حيث التحق بحلقة شيخنا الوالد عليه الرحمة والرضوان وعلى أشياخنا جميعاً و بقي شيخنا وعلامتنا علامة الشام شيخ الجامع الأموي في تلمذته وخدمته وصحبته لشيخنا الوالد إلى أن توفى الله عز وجل شيخنا الوالد وخلفه شيخنا علاّمة الشام الشيخ عبد الرزاق الحلبي بإجماع تلاميذ شيخنا الوالد مع حفظ مقام أساتيذنا الكبار الأجلاء وعلى رأسهم شيخنا الشيخ أديب الكلاس وأخي وأستاذي الدكتور عبد اللطيف .

أيها السادة لقد جرت العادة أن تقرأ سيرة المحتفى به وبين يدي شيء مكتوب كتبه ابننا البار وأحد خريجي معهد الفتح الإسلامي الأستاذ الشيخ عمر نشوقاتي وهذه خمس ـ ست صفحات فيها زبدة ولكن الوقت لا يستوعبها وأنا أفضل أن أقول كلاماً غير الكلام المعتاد أنه درس كذا ودرس كذا و تولى وظيفة كذا وعمل كذا ثم لا لن أقول هذا الكلام فهو بغنى عنه ونحن لسنا بحاجة ماسة إليه ولكن أريد أن أترجم شيخنا بشيء واحد انظروا إلى هذا الوجه المحمدي انظروا إلى وجوه أهل العلم ورثة الأنبياء تعرفون الترجمة انظروا إلى وجوه أشياخنا انظروا إلى وجوه هؤلاء الأساتذة الأجلاء انظروا إلى وجوه أهل القرآن وعلى رأسهم شيخنا شيخ القراء دعوكم من التراجم أنا حينما أنظر إلى أشياخنا هؤلاء أشعر أنني بين بقية السلف الصالح

أيها السادة كثرت أقوالنا وقلت أفعالنا و نحن إلى قليل من صدق الحال و الأفعال أحوج منا إلى كثير من المقال أنا شرفت وأعوذ بالله من كلمة أنا بأن قرأت على شيخنا العلاّمة الشيخ عبد الرزاق الحلبي كثيرا ً بين عدد كبير من أهل العلم ، هذا المسجد يشهد بأن شيخنا منذ التحق بحلقة شيخنا الوالد يعني من نهاية 1938م بداية 1939 وإلى الآن هو أحد أساطين هذا المسجد ولكنه أسطوانة علم و ولاية وفضل وأصدقكم حينما يضيق صدري وأشعر بشيء من الضيق أو بهم من الهموم المعنوية أو المادية آتي إلى مكتب شيخنا هنا الشيخ عبد الرزاق و أقبل يده و أقبل لحيته ثم أقعد تجاهه لا أرفع ناظري منه وأنا أشعر بأن تياراً من النور يخرج من قلبه فيدخل في قلبي فإذا بي أشعر بالطمأنينة و السكينة والروح و الروحان وأشعر أنني بين يدي بقية السلف الصالح .

نحن نشأنا على قراءة ترجمة العلماء والأولياء امتداداً بسيرة نبينا صلى الله عليه وسلم وعزاؤنا أيها السادة هم أشياخنا علماؤنا أهل القرآن والفقه والذين تطابق أحوالهم وأفعالهم أقوالهم شيخنا العلامة الشيخ عبد الرزاق حفظه الله تعالى شيخ هذا الجامع قرأ في هذا المسجد [وأهلاً وسهلاً بالشيخ محمود الجزيري ومرحباً بممثلي سماحة آية الله الخامنئي بمكتب الخامنئي في دمشق الشيخ محمود الجزيري إخوتنا وأحبتنا وأهلنا ونحن وإياهم في خندق واحد تجاه إمبراطورية الشر العالمية التي تقودها الصهاينة ، مرحباً بكم وأهلاً وسهلاً]

أيها السادة في هذا المسجد أقرأ شيخنا العلامة الشيخ عبد الرزاق كتب الفقه الحنفي وعلى رأس هذه الكتب حاشية العلامة محرر المذهب الحنفي السيد محمد أمين بن عابدين السيد الشريف النسيب الفقيه الذي لقب بفقيه النفس هذا الكتاب الذي كان شيخنا الوالد عليه الرحمة والرضوان يوليه اهتماماً كبيراً و يقرأه لكبار تلامذته من أهل العلم و الفضل قرأ هذا الكتاب مراراً هنا في هذا المسجد وقرأ الكتب الست والصحاح وقرأ تفسير القرطبي مراراً و قرأ شروح البخاري و قرأ شروح مسلم وقرأ إحياء علوم الدين وقرأ شرح عين العلم وزين الحلم للحافظ الملا علي القاري و قرأ نوادر الأصول للحكيم الترمذي وكان ذلك باقتراح من هذا العبد الضعيف مع تقصيري وعجزي وقرأ إضافة إلى ذلك كتباً في علوم اللغة و منها مغني اللبيب ومنها شرح ابن عقيل وكتب لا تعد ولا تحصى وإضافة إلى أن كان يقرئ القراءات و يجمع عليه نخبة من طلبة العلم المتمكنين ويحفظ عليه شباب وطلاب لا عد لهم و لا حصر

نحن في معهدنا المبرور المتواضع معهد الفتح الإسلامي بإشراف وزارة الأوقاف وعناية السيد وزير الأوقاف العالم بن العالم و السيد بن السيد رحم الله والده أستاذنا وشيخنا ومربينا وصاحب الفضل على كل عمامة وكل معهد وندين لشيخنا الشيخ عبد الرزاق الحلبي بعلمه وفضله وتوجيهه وندين له بالروح التي نتنسمها نحن نجلس في مجلس شيخنا فنشتم رائحة الإسلام ونتنسم عبق الإيمان ونتعلم الإيمان عملياً والتوكل سلوكياً تقعد بين يدي هذا الشيخ الجليل فيتحرك قلبك إلى الله ويرقى حالك و تشعر بالخشوع والخشية ، و العلم أيها السادة هو الخشية و كل علم بلا خشية فالجهل خير منه و أي علم ينفع ما لم تكن معه الخشية ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء )

ذُكرتُ بالوقت و أنا من عادتي أن أنسى الوقت أعتذر إليكم جميعا ً عن تجاوزي للوقت وأشكر سيادة وزير الأوقاف موضع ثقة السيد الرئيس حفظه الله تعالى و كما تفضل أستاذنا الجليل وعلامتنا وشيخنا المربي الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي أن الفضل في هذه النعم في هذا التميز وفي هذا التوفيق في الشام لله عز وجل حيث اختصها بالعلم والولاية والفضل والنور فالشام و دمشق خاصة مركز الإشعاع و مركز الحضارة و مركز الروح و مركز العروبة و الإسلام وعلينا أن نعرف الفضل لأهل الفضل وأن نذكر السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية حفظه الله لأنه يرعى العلم والعلماء وأن هذه المعاهد الشرعية والمدارس الإسلامية ومعاهد الأسد لتحفيظ القرآن الكريم إنما تسير بتوجيهاته ورعايته وعنايته

أسأل الله تعالى أن يمده بمدد من عنده لنصرة هذا الدين وعزة هذا الوطن وحفظ الشام وأهله وأن يحفظه ويحفظنا ويحفظ الشام بأهلها فالشام محفوظة بإذن الله تعالى

اللهم إنا نسألك يا مولانا أن تجعلنا عند حسن ظن عبادك الصالحين وعند حسن ظن نبينا صلى الله عليه وسلم بنا و أن تنصر بنا الإسلام وتعز بنا المسلمين وأن تجعلنا ممن تحبهم ويحبونك وأن تجعلنا من عبادك الصالحين حتى تورثنا الأرض ننشر بها هديك و عدلك ونحق فيه الحق الذي أحققت ونبطل به الباطل الذي أبطلت وننشر فيها الإنسانية والمحبة والأخلاق والحضارة قال تعالى: ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) شكراً لإصغائكم وأعتذر عن طول الوقت والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.