أخبار


كلمة
سماحة مفتي الجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحمدك ربي كثيراً و صلاة ٌ وسلام ٌ على من أرسلته لنا هادياً وبشيرا وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.

صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف ومبدع هذا اللقاء الذي غرسته في الأموي وسيبقى لك عند الله حتى اللقاء.

سيدي يا من نكرم أنفسنا اليوم به فقد كرمك الله قبل أن نكرمك، فاستودع في صدرك كلماته وأنتم يا أهل القرآن  أهل الله وخاصته فيوم نتقدم أمامكم لنكرمكم إنما نكرم أنفسنا ونكرم أمتنا ونكرم وطننا.

سادتي أصحاب الفضيلة العلماء وأصحاب السماحة المفاتي وضيوفنا من لبنان الشقيق ومن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن ربوع بلاد الشام كلها فأنا اليوم لا أرى دمشق أمامي إنما أرى الدعاء الذي رفعه رسول الله إلى السماء اللهم بارك لنا في شامنا هذه بركة دعائك يا سيدي يا رسول الله اليوم تظهر هذه البركة بنموذج جديد ظهرت بركات دعائك في حدّنا و مدنّا في أرضنا وسمائنا في سياستنا و حكمتنا واليوم تظهر هذه الدعوة المباركة في لقائنا واجتماع هذا العقد الفريد الذي هو أغلى من كل جواهر الدنيا فجواهر الدنيا لتزين صدور النساء وأيدي الرجال والعلماء هم زينة الله في السماء ، نعم إخوتي وأخواتي هل هذا التكريم في عملنا تابع أم مبدَع هذا التكريم هل هو جديد بالنسبة لأهل العلم أم هذا التكريم تقليد لمن كرموا من قبل وقد كنا نسمع أن نقابة كذا كرمت فلانا ً وأن مجموعة كذا كرمت فلانا ً فهذا التكريم اليوم الذي نراه من أين مصدره ومن أين يبدأ وإني لأعلم أن الكثير منا ينظر إلى الأمر الشرعي في التكريم هل هو أمر شرعي أن يكرم الإنسان في حياته نظرت في القرآن فوجدت أول تكريم في الكون قام به الله عز وجل هو أول من كرم الإنسان وكرمه لصفتين الصفة الأولى حينما استودع فيه الروح والصفة الثانية لما توجّه ُ بالعلم ﴿وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك ونقدس لك﴾ أين التكريم هنا في كلمة خليفة فخليفة الله كرم من اللحظة الأولى لإيجاده فالخليفة على قدر من خلفه ولذلك الملائكة استغربوا أن يكون هذا الإنسان هو الخليفة وهم يسبحون بحمده ويقدسون له فأجابهم سبحانه ﴿إني أعلم ما لا تعلمون﴾ إني أعلم من أكرم ثم كان التكريم الأول  فإني ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين﴾ الله أكبر كم أنت عظيم أيها الإنسان أولاً بروحك فأنت المكرم الأول الذي سجدت له الملائكة ولكن هذا السجود سجود طاعة والحق يريد منهم أن يكون تكريمهم وسجودهم سجود معرفة أيضاً فانتقل إلى المرحلة الثانية وعلم آدم الأسماء كلها إذاً التكريم الثاني سيأتي ثم عرضهم على الملائكة فقال: ﴿أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم ﴾ فأنت أستاذ الملائكة اليوم هذا هو التكريم الثاني

أي سادة فيوم يبدع ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسبه للسيادة تكريم العلماء من جديد إنما هو تابع لمنهج ربنا عز وجل في تكريم بني آدم وتكريم العلماء بالذات ألم يقل الله عز وجل ﴿ يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾ فأي شهادات في الكون أسمى من شهادات من حملوا القرآن في صدورهم لا في سطورهم لذلك حينما صدر فيلم الفتنة وصور كريكتورية قلنا لأوربا : مشكلتكم أنكم لا تعرفوننا تصورتم نبياً في خيالكم لم نصوره يوماً بصورة إنما انطبع في قلوبنا في كل صورة لقد شوهتم ذاتكم لأنكم لا تستطيعون أن تشوهوا الجمال الذي في قلوبنا لما نتصور به رسول الله لذلك سمعتها من المليارات وهم يقولون بعدها: كلنا لك الفداء يا رسول الله ويوم جاؤوا بالقرآن ليحرقوا صفحة قلنا لهم ويحكم تظنون كتابنا على الأوراق لا إن أول ما جمع جمع في الصدور لا في السطور قال الله لحبيبنا: ﴿لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه﴾ فكان التكريم الثاني من رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه للعلماء في يوم أحد يوم ، يوم استشهد قارئ ٌ وأمّي فإذا جاءت لحظة الدفن قال: قدموا أقرأهم لكتاب الله قدموا من كان يحمل في صدره كتاباً ناطقاً

أيها السادة إن أمتنا يجب أن تستيقظ الآن وجزاك الله خيراً يا من أخذت بتوجيه قائد الأمة بأن يكون العلماء هم المكرمون في هذه الأمة ولما عَلمَّك َوالدك قدس الله روحه بالرحمات الذي كان لا يقبل أن تهان عمامة وكان يغضب إذا أهين ركن من أركان الإسلام أمامه فيترك الدنيا لعز الآخرة فاليوم وأنت تكرم شيخا ً كرّمه الله تعالى فجعله في هذا المسجد شمساً من شموسه وقمراً منيراً في بلاد الشام أنظرت إلى طلابه يا سيدي هذه لبنان وهذه دمشق وهذه درعا وهذه حلب وهذه حماة وهذه حمص وهذه الجزيرة كلهم جاءوا ليقولوا لهذه الشمس المضيئة غرست في قلوبنا حب الله ورسوله وغرزت في عقولنا شرع الله وكتابه كن قرير العين فمن حفظك في الدنيا وأعلى قدرك سيرفع لك يوم القيامة ذكرك نعم صغتها كلمات وأختمها بما قاله ذاك المحب

صغها من الغرد الصداح ألحانـــــــا               و اجعل لها نبضـــــات القلب أوزانــــا

و أهدها لرســـول الله سائغـــــــة              يبقـى صـداهـا على الأزمان رنــانـــا

شيخنا ابن حلب جذوراً وفي الشام إشراقاً اليوم يكرم الوطن بك واليوم تعتز كل عمامة بالوطن بك يا من عشت نزيها وسرت نزيها ً وحملت الراية بنزاهة فاليوم تكرمك دمشق لتكرم نفسها ولتجعلها كما وعد السيد الوزير وفقه الله إمامة الاحتفالات التي ستكون في تكريم كل علماء بلاد الشام فبلاد الشام مباركة في علمائها أوليس رسول الله الحبيب قال لنا عليكم ببلاد الشام فإن فيها عمود الإسلام إلى يوم القيامة واليوم نرى الملائكة باسطة أجنحتها على بلاد الشام يا قائد هذه الأمة يا سيادة الرئيس إن هذا التكريم الذي دائماً ترعاه وإن لم تكن فيه لكل علماء هذا البلد ولكل من يزرع في هذا البلد إن الأمة تهنئك بأجمعها في نجاح قمتك وفي قيادتك وفي حبك وانتمائك لوطنك ودينك والتزامك بقيم لا تتخلى عنها في الجهاد من أجل أرضننا المباركة فأسأل الله تعالى أن يعز بك الإسلام وأن يعزك بالإسلام وأسأل الله أن يعزنا جميعاً بالإسلام وأن يعز الإسلام بنا اذكرنا سيدي صاحب الفضيلة شيخنا الشيخ عبد الرزاق الحلبي اذكر قائد هذه الأمة و الوزير الذي بدأ هذه المسيرة وهذا الطالب للعلم الذي وضع في خدمة دين الأمة اذكرنا بدعواتك عند السحر فإن دعوتك عند الله أرجو الله أن تفتح لها أبواب السماء بارك الله لنا في عمرك وعمر كل شيوخنا وجعلنا الله ممن يحشر على منهجكم ومحبتكم إنه سميع مجيب الدعاء وصلى الله عليك سيدي يا رسول الله وعلى آلك الأطهار وأصحابك الأخيار والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.