إنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، لله ما أعطى وله ما أخذ، وكل شيء عنده بأجل مسمَّى ..
أسرة معهد الفتح الإسلامي تنعى فضيلة العالم الجليل الأستاذ الشيخ المربي حسين صعبية شيخ دار الحديث الأشرفية بدمشق – رحمه الله تعالى وأعلى مقامه في عليين- الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى ظهر اليوم الثلاثاء 10 ربيع الأول 1442هـ الموافق 27 تشرين الأول 2020م.
ويُعَدُّ الشيخ حسين صعبية من نخبة تلامذة العلامة الشيخ محمد صالح الفرفور رحمه الله تعالى، وممن تخرج في نهضته العلمية معهد الفتح الإسلامي عام 1974م.
نبذة عن حياة الشيخ حسين صعبية:
العالم الجليل الشيخ حسين بن حسن بن حسين صعبية شيخ دار الحديث الأشرفية.
ولد في حيفا بفلسطين سنة 1945م ونشأ في بيروت، وتلقى العلم على بعض علمائها كالشيخ مختار العلايلي أمين الفتوى في لبنان، والشيخ أحمد العجوزن والشيخ محمد الداعوق، وغيرهم، ثم نزل إلى دمشق وأقام فيها، وطلب العلم في معهد الفتح الإسلامي على العلامة الشيخ محمد صالح الفرفور وعلى كبار تلاميذه كالشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ محمد أديب الكلاس والشيخ رمزي البزم والشيخ إبراهيم اليعقوبي والشيخ موفق النشوقاتي والشيخ أحمد رمضان وغيرهم، وتخرج في معهد الفتح الإسلامي في العام الدراسي 1973/1974م.
ولازم في أثناء ذلك العلامة الشيخ محمود الرنكوسي شيخ دار الحديث الأشرفية، وقرأ عليه الكثير ولازمه ملازمة تامة، وأخذ عنه الحديث والفقه الحنفي والتصوف وغير ذلك، وكان يده اليمنى في خدمة دار الحديث وغيرها، وخلفه بعد وفاته سنة 1985م على الإشراف عليها، فنهض بها وقام بتطويرها خير قيام، وخرَّج فيها أجيالاً من طلبة العلم الشرعي.
وتولى الإمامة والخطابة والتدريس في عدد من مساجد دمشق، فتولى إمامة جامع الديوانية، ثم جامع الحنابلة بصالحية دمشق، وتولى الخطابة في جامع النقشبندي، ثم في جامع الدلامية في حي الجسر الأبيض بدمشق، ودرس في هذه المساجد وغيرها، ودرس في معهد الفتح الإسلامي، وفي دار الحديث الأشرفية وغيرها.
وفي سنة 2018م صدر قرار من السيد وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد بتفعيل النشاطات الحديثية في دار الحديث الأشرفية، وتسمية الشيخ حسين صعبية شيخاً للدار ومشرفاً على نشاطاتها، فأقرأ فيها صحيحي البخاري ومسلم، والكثير غيرهما من الكتب والأجزاء الحديثية.
وهو رحمه الله تعالى من العلماء الفضلاء الصلحاء، طاهر القلب، نقي السريرة، كريم، سخيٌّ، متواضع، أنيق المظهر، بسَّام المحيَّا، معظم للحرمات، موقر لشيوخه عند ذكرهم، يوقر العلماء ويخدم طلاب العلم، رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
اللهم اغفر له وارحمه، وأكرم نزله ووسع مُدخله، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، واحشره مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.