Untitled Document
  • chef cook slide show
  • chef cook slide show
  • chef cook slide show
  • chef cook slide show
  • المخدرات ... رصاصة في صدر الأمة

  • الشيخ خضر شحرور






إن استخدام المخدرات قديم قدم البشرية، وعرفتها أقدم الحضارات في العالم، فقد وجدت لوحة سومرية يعود تاريخها إلى الألف الرابعة قبل الميلاد تدل على استعمال السومريين للأفيون وكانوا يطلقون عليه نبات السعادة وعرف الهنود والصينيون الحشيش منذ الألف الثالث قبل الميلاد.
 
وفي المشرق الإسلامي يرجح ابن كثير أن الحسن بن مصباح في أواخر القرن الخامس الهجري الذي كان زعيم طائفة الحشاشين وكان يقدم طعاماً لأتباعه يحرف به مزاجهم ويفسد أدمغتهم وهذا يعني أن نوعاً من المخدرات عرفه العالم الإسلامي في تلك الحقبة.
 
أسباب انتشار المخدرات
 
لا أشك أن انتشار المخدرات له أسباب كثيرة سنأتي على ذكر أهمها:
 
أولاً: إن برتوكولات حكماء صهيون تنص على أنه ينبغي العمل على إفساد شباب العالم الإسلامي بكل المرغيات (النساء ـ الحشيش ـ الخمرة وغير ذلك) والسبب في ذلك أنها تريد أن تفرغ الشباب من مضمونه، فالشباب يعني الحيوية و الشعلة التي يستنير بها المجتمع وهؤلاء الشباب يحملون قضية وعندهم رسالة لذلك أرادوا لهؤلاء الشباب أن يكونوا مغيبين عن أمتهم وهذا لا يكون إلا إذا سكرت عقولهم وفترت أجسامهم من خلال هذه المخدرات والمسكرات.
 
لذلك نجد أن عدونا وأقصد عنا قطب الشر العالمي الصهاينة لهم اليد الطولي في نشر هذه المخدرات في مجتمعاتنا وإذا أردتم إحصائية تبين حقيقة ما أقول نضرب مثالاً على ذلك الشباب المصري قبل معاهدة كامبديفد وبعدها لتجد أن أعداد المدمنين تضاعف عشرات المرات.
 
ثانياً: أن ضعف الإيمان وعدم اللجوء إلى الله سبحانه هو عامل أساسي وسبب رئيس في هذه القضية لقد كنا نعيب على الغرب كثيراً لكثرة ما يعاني من أمراض ومشكلات نفسية وكنا نعزو ذلك للبعد عن الله سبحانه أما اليوم فقد أصبحت مجتمعاتنا العربية والإسلامية تئن من كثرة هذه المشكلات لم نكن نعرف من قبل الطبيب النفساني لأن الطبيب كان هو الحبيب هو الله سبحانه. سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه لما أعيا من كثرة المرض قالوا نأتي لك بالطبيب قال: ذهبت إليه، قالوا: وماذا قال لك، قال: {إني فعال لما أريد}.
 
وهنا يظهر هذا جلياً في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)).
 
ويظهر ذلك واضحاً على ألسنة المؤمنين حين يصابون بأذى أو مكروه ((الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه)) وما أجملها من كلمة وهي تظهر وتوضح التسليم المطلق لله سبحانه في قضائه وقدره.
 
وقد بين الله سبحانه في كتابه لعباده الباب الذي ينبغي أن يطرق والوجهة التي ينبغي أن يوليها المسلم فقال: {ففروا إلى الله} وقالوا كل شيء إذا خفته فررت منه إلا الله فإنك إذا خفته فررت إليه.
 
نبحث في أسباب كثرة انتشار المخدرات فنجد أن أسبابها ذاك الفراغ الإيماني بالله سبحانه فبدل أن يلجأ الإنسان إلى الله الذي بيده مقاليد السموات والأرض وهو مفرج الكربات وقاضي الحاجات يلجأ إلى الحشيشة كوسيلة للهروب من واقع أليم يعيشه.
 
فهذا يعاني فقراً مدقعاً ولا يجد الحد الأدنى من وسائل العيش فلا يجد وسيلة إلا تلك الدخينة التي ملئت بالمفتر والمخدر وإذ بها تسيطر عليه تلك الحشيشة وتشعره بأنه ملك الدنيا بأجمعها وما هي إلا ساعات حتى يعود ذلك المدمن أسوء مما كان عليه من قبل.
 
ثالثاً: المشكلات الأسرية وحالات الخلاف المستمرة بين الزوجين تجعل الحياة جحيماً على الأولاد، خلاف وضرب وشتم مما يجعل الرقابة ضعيفة على الأولاد فالوالدان مشغولان بمشكلاتهما والولد يفر من هذه المشكلات إلى الطريق، والشارع فيه قراصنة جهنم فما أن يجدوا أمثال هؤلاء حتى يأخذوا بأيديهم إلى الهلاك المحتم المخدرات ...            
 
أين الآباء...؟ وأين الأمهات..؟ أين الرقابة الأسرية...؟ أين القدوة..؟ أين المثال الأعلى المرسوم في ذهن الطفل والولد..؟ يشب على حقيقة راسخة في ذهنه وهي أن أباه وأمه هما أكمل الناس وأحسنهم سلوكاً، فإذا كان الأب مدخناً بشكل طبيعي سيكون الولد مدخناً، وإذا كانت الأم مدخنة سيكون الأولاد مدخنين فما بالك إذا كان الوالد مدمناً على شرب الخمر أو الحشيش أو الأفيون أو ما شابه ذلك..!؟، وكيف بك إذا كانت جلسة الشراب معقودة في بيت واحد من هؤلاء والأولاد والأهل يسمعون ويرون ما يجري..!
 
فإما أن يحبطوا ويصابوا بكآبة وصدمة نفسية، وإما أن يكونوا من عداد المدمنين والمصابين بهذه الآفة.
 
رابعاً: الفراغ وأصدقاء السوء:
 
قد لا يكون الفقر سبباً من أسباب الإدمان فهناك مدمنون أغنياء وإذا بحثت في سبب إدمانهم وجدت الفراغ الذي يملأ حياتهم حتى يصبح هذا الفراغ قاتلاً لهم وهم يبحثون عن سبيل للخروج منه وأنت تعجب أحياناً أنك تجد بعض الأغنياء ينتسبون إلى عصابة إجرامية يمارسون السلب والنهب والسرقة والسبب الحقيقي وراء ذلك كله هو ملئ هذا الفراغ.
 
فقد تكون المخدرات هي الملاذ الوحيد لحل هذه المشكلة.
 
خامساً: حب الاستطلاع والتعرف على المجهول هو الذي يوقع في المهالك والويلات فكم من قضية بدأت بالهزل وانتهت بالجد؟
 
سادساً: الاعتقاد الخاطئ بعلاقة المخدرات بالجنس.
 
سابعاً:استخدام بعض الأدوية دون استشارة طبية مما يسبب الإدمان على هذه الأدوية فتتطور الحالة إلى استخدام المخدرات.
 
الآثار الاجتماعية والنفسية:
 
إذا كان الله سبحانه حرم علينا الزنا وبين لنا الحكمة من التحريم، فقال سبحانه في كتابه العظيم {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً} فإذا كان التحريم من الله سبحانه يبين أن الحكمة من التحريم وهي أنه فاحشة وأن سبيله سيء، وإذا كانت الخمرة التي هي أم الخبائث حرمت لأنه تستر العقل وتغيبه فماذا نقول عن المخدرات؟
 
لم أر في حياتي قط أسوء من المخدرات وما ذلك إلا ما لها من آثار سلبية على الفرد والأسرة والمجتمع والدولة، المخدرات تحول الإنسان الحر الكريم إلى إنسان ذليل مسلوب الإرادة ليس له من أمره شيء.
 
من يتناول المخدرات هو رجل مقامر، تبدأ القصة بتجربة وحب استطلاع أو هروب من مشكلة وملئ لفراغ، ثم تتحول إلى إدمان فيدفع الإنسان كل ما يملك ثم يضطر إلى الاستدانة، ثم بعد ذلك عندما لا يجد من يقرضه المال والحاجة ملحة في نفسه وعروقه ودمه فيضطر إلى فعل أي شيء لذلك لا تستغرب أن تكون نهاية المدمن السرقة وقد يكون الثمن هو عرض المدمن نفسه يدفعه مقابل هذا المخدر.
 
مدمن المخدرات نجده رجلاً منفعلاً وليس فاعلاً في هذه الحياة ليس عنده طموح همه الأول والأخير كيف يحصل على هذه المادة المشؤومة.
 
وجود المخدرات عبث كبير تدفع ثمنه الأسرة والمجتمع والدولة، حيث تتوجه الطاقات إلى بناء المصحات ومعالجة هؤلاء المدمنين والإنفاق عليهم أضف إلى ذلك تلك المضاعفات التي يتسبب فيها المدمنون من سرقة وقتل واعتداء على الأعراض إضافة لحوادث السير المترتبة على هذا المدمن.
 
ثم هذا الإدمان يجعل هذا الرجل منبوذاً في مجتمعه لا أحد يقبل به عاملاً ولا يستأمن أن يكون في متجر ولا حتى ناطور بناية الكل يخاف منه يخافون على أولادهم يخافون على بضائعهم يخافون على أنفسهم.
 
فهل هناك سبيل أشد سوءاً من هذا السبيل؟
 
 

    مدير أوقاف ريف دمشق

All right reserved by ALFATIH 2014